بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
عقوق الوالدين
العقوق سبب لقسوة القلب وسوء الخاتمة ومحق البركة
محمد رابع سليمان - مكةالمكرمة
أكد سماحة الشيخ عبدالعزيزبن عبدالله آل الشيخ المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبارالعلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء أن عقوق الوالدين سبب لقسوة القلب وسوء الخاتمة وسبب لمحق البركة وعقوق الأولاد والبنات والأمراض المعدية الخطيرة والقلق والاضطراب النفسي .
*******
وقال رداً على سؤال (للمدينة) حول بعض الأبناء الذين يتضجرون من والديهم إذا تقدمت بهم السن أو حصل الابن على الأموال والمناصب..
*******
ياإخوانى وأبنائى الشباب أسأل الله لى ولكم الهداية والصلاح والتوفيق لما يحبه ويرضاه..ياشبابنا هداكم الله بعدما كبرتم بعدما عقلتم بعدما أدركتم بعدما بلغتم سناً ميزتم فيه النافع من الضاروعرفتم ماينفعكم مما يضركم بعدأن أعطيتم عمراً ليس باليسير أوله فى حجر الأم والأب ثم فى عنايتهم بكم حتى إذا تزوج الرجل منكم وبلغ رشده تجاهل أباه وأمه وكأن الأب والأم لم يعملا شيئاً
*******
وتساءل سماحته قائلاً ياإخوانى هل بلغت القسوة من بعض أبناء المسلمين أنه يتضجرمن أمه وأبيه ويتمنى موتهما بل بعضهم ربما يخرجهما من بيته ويغلق الباب دونهما وأقلهم شراً من يخرجهما إلى دور العجزة المخصصة لأنه سلم من حياتهما وملّ منهما هذا الذى تصرف هذا التصرف الأحمق تجاهل تلك الليالى والأيام تجاهل ما مّرّ بالأم من وَحَمِ الحمل والوضع والإرضاع والحضانة وماقام به الأب من نفقة وكسوة وإحسان وحنان ..كأن هذه الأم المسكينة ماعملت شيئاً.. هذا والله دليل على ضعف المروءة وقلة الحياء وخِسَةِ النفس ودناءة الخلق ودليل على اللؤم الذي خيم على هذا الإنسان غَرَهُ شَبَابُهُ غََرَهُ عِلمُهُ غَرَهُ مَالُهُ غَرَهُ مركزه غَرَهُ موقِعه بين الناس فيري من العار أن يري أباه وهو كبير ويري عاراً أن يكرم أمه فلو أتصلت به الأم أستثقل اتصالها وفتر من كلامها وسئم من طلبها وربما أغلق سماعة الهاتف فى وجهها وربما أسمعها أقوالاً خسيسة لئيمة ساقطة تنبئ عن ضعف إيمان وقلة حياء ..
******
وقال المفتى العام مخاطباً عاق الوالدين.. ياأخي أما تذكر أيام حملها (حملته أمه كرهاً ووضعته كرها) (حملته وهناً على وهن) أما تذكر ليالى الطلق والولادة وماذا تعانى أمك أيام الرضاع والحضانة أما تذكر وهى تزيل الأذى بيمينها منك أما تذكروأنت صغير إن رأتك مُستَراً استَرَت وإن رأتك حزيناً مرضت تسهر الليالى لراحتك وتتعب لإسعادك وتشقى لسرورك ولو خُيِرَت بين نفسها ونفسك لاختارت نفسها عليك تنظر إليك كل يوم إذا انطلقت ماشياً فرحت بمشيك وإذا بلغت فرحت ببلوغك وإذا خطبت امرأتك اشتاقت لتلك الليالى وإذا جاءك مولودٌ فكأنه خرج من بطنها..ثم أنت يا أيها الأحمق ياأيها الدنيء ياأيها الخسيس الخلق تعاملها بالجفاء ترد عليها أقبح اللفظ لو تطلب منك شربة ماء ماقمت بها ماذكرت تلك الليالى وهى تسهر لراحتك تجعلك على حجرها لتنام وهى جالسة تفعل كل شيء لراحتك ..تجُوعُ لأجل أن تشبع وتسهر لأجل أن تنام أنت وتَشقى لأجل أن ترتاح فياقليل الحياء بماذا قابلت هذا المعروف هل قابلته بالإحسان والله يقول(هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) ويقول صلى الله عليه وسلم من صنع إليكم معروفاً فكافؤوه فإن لم تجدو ماتكافئونه به فادعو له حتى تروا أنكم كافأتموه)
*****
وقال سماحته لو أقرضك إنسان قرضاً لرأيت له حقاً عليك كلما قابلك كان فى قلبك وَجَلٌ منه واحترام له وتقبيل لرأسه وهو قَرضٌ سَتَرُدُهُ عليه ولو تنازل عن بعض المبلغ لحملته فوق رأسك وهذه الأم فعلت معك أفعال مافعلها مخلوق بعدها معك أفبعد الزواج وحسن الحال وكثرة الأموال تكون الأم من (سقيط المتاع) لاينظر إليها ولايسلم عليها ولايهتم بصحتها ولايعتنى بها يا إخوانى هذا بلاء فليتب إلى الله العاقون من ذنوبهم .
*******
ذكر بعض العلماء حديثاً وإن كان فيه ضعف أورده المنذر وغيره (أن رجلاً من الصحابة كان يُدعى علقمة شاب حضره الموت وأن النبى صلى الله عليه وسلم كان يأمره أن يقول لاإله إلا الله فيأبى أن ينطق بها فسأل النبى صلى الله عليه وسلم عن حاله فقالوا كثير الصلاة والصيام ..قال ماشأنه مع أمه..قالو عاقٌ لأمه مكرم لزوجته مُقدم لها على أمه ..قال فادعوها فجاءت أمه تمشي على عكاز فقال ياهذه ماحال علقمة معك .
*******
قالت قرب أمرأته وأبعدنى ..قال صلى الله عليه وسلم آتونى بحزم من الحطب فجاؤوا به قالت ماتريد منه قال صلى الله عليه وسلم أحرقه لَعَلَهُ يُخفف..قالت عفوت عنه يارسول الله..قال فنطق بالشهادة)هذا الحديث فيه مقال لكنه فى الحقيقة يخيف لأن العقوق سبب لقسوة القلب وسوء الخاتمة وسبب لمحق البركة وسبب لعقوق الأولاد والبنات وسبب للأمراض المعدية الخطيرة وسبب للقلق والاضطراب النفسي فليس العاق فى دعة وليس فى سعة بل هو فى ضيق وضنك وسخط وعذاب فنسأل الله أن يمن على الجميع بالتوبة النصوح...[/size]